ماهو الشعر الذي إن مُتَّ تحيا
ما هُوَ الشعرُ الذي يهُديْكَ فَنّا
يبعثُ البهجةَ حتّى طائر الحزن تغَنَّى
وبهِ الأغصانُ مالت في ربيعٍ
ما درتْ أنَّ ربيع الوردِ من ذا الشعرِ حنّا
سَمَعَتْهُ الطير فاشتَدَّت غِناءً
مَوْسَقَ البلبلُ من سقياه لحنا
ما هو الشعرُ الذي يُجلي هموماً
بعدما حاصرَ سُقْمُ القولِ ذهنا
بعدما عَكَّرَ ماءَ الزهرِ زُوْرٌ
و ذوى الوردُ فما يختالُ حُسْنا
و امتلا الرأسُ بسمعِ الهَذْرِ نَملاَ
فغدا يحفرُ خوفاً هارباً من سمعِ طَنّا
ماهو الشعر الذي إن مُتَّ تحيا
وبه تَحضى من الجنات منَّا
أهو ذاك الشعر من بالغصبِ يأتي
وهو بالغصب على الذوق تَجَّنى
أهو ذاك الشِعْرُ تفعيلات فعلى
وتفاعيل ولكن ليس بالفكرةِ يُعنى
أهو قولٌ مبهم ٌ في البئر مُلقى
وعلينا أن نغوص البئر حتى نتهنَّى
أوليس الشعرُ إرواءً لعطشى
فلما البئرُ الذي قد فيه تفنى
أهو ترميزٌ لرمزٍ يتخفَّى
وعلينا أن نُخَفِيهِ لئلا يَتسنَّى
لعقولِ الناس أَنْ تلمسَ كُنهاً
وإذا قد لامستهُ قد فَقَدْنا ما أردنا
نحن حتى الجنِّ نخشى من وصولٍ
نحو شطآنٍ جعلناها لمن يقربُ سِجنا